مجلة إشكالات في اللغة والأدب
مرحبا بزوار المنتدى وقراء مجلة [ إشكالات ].. نرجو منكم الانضمام إلى أعضائه والتواصل مع أسرة المجلة.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مجلة إشكالات في اللغة والأدب
مرحبا بزوار المنتدى وقراء مجلة [ إشكالات ].. نرجو منكم الانضمام إلى أعضائه والتواصل مع أسرة المجلة.
مجلة إشكالات في اللغة والأدب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بنية اللغة الشعرية عند مصطفى سند

اذهب الى الأسفل

بنية اللغة الشعرية عند مصطفى سند Empty بنية اللغة الشعرية عند مصطفى سند

مُساهمة  مدير المنتدى الجمعة مايو 22, 2015 8:45 pm

بنية اللغة الشعرية عند مصطفى سند

أ.د/ محمود درابسة
جامعة اليرموك/ اربد- الأردن

بنية اللغة الشعرية عند مصطفى سند

أ.د/ محمود درابسة
جامعة اليرموك/ اربد- الأردن

تمهيد:
يعد الشاعر مصطفى سند( ) واحداً من أبرز شعراء السودان الذين برزوا في أوائل الستينات من القرن الماضي، حيث عرف هؤلاء الشعراء باسم شعراء (الغابة والصحراء) ( ). إذ حاولوا يطرح جدلية الهوية والانتماء. ولذا فقد حاول مصطفى سند ورفاقه في هذا التيار الشعري أن يقدموا إجابات عن سؤال طالما بقي مطروحاً في الساحة الإبداعية والثقافية في السودان حول سؤال الهوية( ).
إن الإجابة عن سؤال الهوية والانتماء عند مصطفى سند ورفاقه في تياره الشعري لم تكن سهلة أو بسيطة. فالسؤال حول الهوية والانتماء لم يقتصر على الشاعر مصطفى سند وتياره الشعري بل أصبح محور جدل مستمر حول هوية السودان الثقافية. مما جعل الباحثين يتساءلون حول أصول الشعر السوداني وهويته. وهذا التساؤل بالذات ربما تتوسع دائرته لتشمل عروبة السودان وانتماءه العربي.
وفي إطار هذا الطرح عند الشاعر مصطفى سند حول الهوية والانتماء، فقد قدم الشاعر إبداعاته الشعرية التي تتجسد فيها قوة الكلمة، وعمق الصورة، وكثافة الخيال، وعمق الرمز، وتنوع الظواهر الأسلوبية في لغته الشعرية، فضلاً عن الأداء الطقوسي الذي برع فيه مصطفى سند، بحيث عبر من خلاله عن حنينه إلى ثقافته الإفريقية دون الانسلاخ عن محيطه الثقافي العربي.
البعد الأسطوري
لقد تفرد مصطفى سند بتوظيف الأسطورة توظيفاً متميزاً في شعره أكثر من أقرانه الشعراء في التيار الشعري الذي يمثل جيل الستينات من القرن الماضي، ذلك التيار الذي جعل همه الإجابة عن سؤال الهوية والانتماء في الشعر السوداني.
فالأسطورة أولاً وأخيراً تهدف "إلى تفسير شيء ما في الطبيعة، كنشوء الكون أو أصل الرعد أو الزلزال أو العاصفة أو الشجرة أو الوردة. ومن هذا التفسير العلمي الأولي، البدائي، للعالم المحيط، دفعت الإنسان في حاجته إلى السيطرة على بيئته ووجوده، إلى إقامة عبادات أساسية، غالباً ما تكون بمساعدة الشامانات، والكهنة أو المطببين، وبرضا ذوي التأثير الكبير في حياته أو في محيطه. تقوم أساطير أخرى بتفسير التقاليد والعادات الاجتماعية والممارسات الدينية وأسرار الحياة والموت. فالخيال والخرافة والزخرفة اختلطت بالملاحظة اختلاطاً كبيراً. بعض الأساطير وضعت للتعليم، لكن بعضها الآخر لم يكن يهدف إلا للمتعة والتفنن في رواية القصص( ).
إذن الأسطورة هي "الشكل الرمزي الذي تعبر به الثقافة عما هو بالنسبة إليها حقائق وجودية وكونية"( ). فالأسطورة هي مستودع الثقافة البدائية، وهي الكلمات الأولى عند الإنسان تلك الكلمات التي تجسد قوته وضعفه، خياله وواقعه، حياته بكل ما فيها من متعة أو غصة. فالأسطورة تعكس حياة الشعوب بكل تفاصيلها، إيمانها وتحررها، ثقافتها وبطولاتها، فالشعوب تفسر كل ما ينزل بها من خلال الأسطورة. ولهذا فالأسطورة أصبحت مصدراً خصباً للأدب شعره ونثره( ).
ولهذا فإن الأسطورة في شعر مصطفى سند تشكل قوة يفجر من خلالها الشاعر طاقات ذات دلالات متعددة. فالأسطورة تشكل "أداة التعبير عما يمكن تسميته بالاتجاه العام. فالأسطورة على الرغم مما تحويه من عنصر الخرافة، عبارة عن مخلوقات غريبة ووقائع مستحيلة تصبح في مجمل الموقف الذي تفرضه ومن خلال شخصيات تنوء بحمل هذا الموقف، أكثر فعالية في الكشف عن الوضع الإنساني وأشد ملامسة لأغوار النفس البشرية من الأحداث الواقعة"( ).
ويتجلى هذا البعد الأسطوري في القصيدة التالية الموسومة بـ "الغابة"، حيث يقول مصطفى سند: ( ).
كأنما في هذه العروق من طبولها المدمدمات
بالأسى شرارة
ورثتها كما أحسّ، من دنانها
.. وعشبها.. وبرقها المخيف..
.. من سهول الجنس.. والدماء... والإثارة
إذا وطئتها أموت من تلهفي
أذوب في العناصر الطلاسم
أشم نكهة الغموض في تعاقب المواسم
أشم نكهة البكاره
أحس أنني إلى هنا أنتميتُ، منذ هاجرتُ
بويضة الحياة عبر جَدّتي
وأنكرتْ حواضن الأله لمعة الحضاره
تلوح في جبيني الهجين، في نحاس الشمس
سال في دماي، في غرابة الملامح
وعندما سجنتُ في رواق الليل
كانت الطبول والخمور والذبائح
تقام كي أظل نازحاً فلا أقر
حينما اتجهتْ كنت فارغ اليدين كاذب
البشاره
لكنني أعود، نجمتي تقودني، أعبّ من خوابي
الشمس رغوة الضياء والبريق، صفوة العصاره
تنوح في جنازتي العواصف
وأهلي يرقصون حين تقبل الريح توبتي
وحين تستبين في العيون ثورة العواطف
أجر من عيون الكرى فلا أنام.. حين ينعسون
أشرب الدّماء من لظى دنانهم
أراني الإله.. جالساً مكان جدّي
القديم.. في الصداره
أوزع البروق من السحائب النوازف
أدقها برمحي الطويل، أرتدي ذيولها الموشحات
بالمياه صاخباً، أذوب في متونها النديّة المعاطف
وما أغصّ حين أنشد الكلام
في حقول شعري الأصيل تورق العباره
أنا هنا رفيق هذه الروافد المزغردات
دندنات حلْقها المرن
في وساد الرَّمْل والحجاره
.. أنا هنا مناجز الفضُول
صاحب الشّمول، والإحاطه
بكل كبريائي الذي هوى فشلْتُه
بكل ما في الأرض من بساطه
أقول إنني إلى هنا أنتميتُ مرة
وهأنا أعود مشرق الجبين
صادق اليقين، ناصع الطهاره
تجسد هذه القصيدة الشعرية ملامح الحياة السودانية بحلوها ومرها، حيث قدم الشاعر هذه المعاناة من خلال الأسطورة التي تمثل الخيال الشعبي في طبقات المجتمع السوداني. فقد حشد الشاعر كل عناصر الثقافة والبيئة في السودان من خلال الأسطورة التي تمثلت في الأداء الطقوسي لمكونات المجتمع السوداني الذي هو مرآة تعكس الحياة والتقاليد الشعبية والدينية الأفريقية.
فهذه الطبول التي تصدح في الحياة السودانية، تمثل الدم الذي يجري في عروق الشاعر، كما أن مشاهد البيئة من دماء وعشب قد أصبحت تمثل الحروف التي يتلوها الشاعر صباح مساء وكأنما تعويذة يرددها مصطفى سند لأبعاد شبح الخوف والجوع الذي يخيم على مناحي الحياة في السودان. ويعود الشاعر مرة أخرى مؤكداً انتماءه الأفريقي، فيقول:
أشم نكهة الغموض في تعاقب المواسم
أشم نكهة البكاره
أحس أنني إلى هنا أنتميت منذ هاجرت
بويضة الحياة عبر جدتي
فالشاعر مصطفى سند يؤكد هنا أصوله الإفريقية، وأن الانتماء عنده يعود إلى البذرة الأولى، وأنه ليس طارئاً على هذه الأصول الإفريقية. فالدم الذي يجري في عروقه هو دم أفريقي عبر أسلافه وأهله منذ زمن بعيد.
كما يقدم الشاعر هنا مشهداً أسطورياً دينياً من خلال الطبول والخمور والذبائح التي تنحر في المواسم الدينية تقرباً إلى الإله. هذه الصورة الدينية تقابلها مباشرة صورة الإنسان الشاعر، حيث النقاء والطهارة والوضوح مثل وضوح الشمس وبهائها. وينتهي هذا المشهد الديني بصورة الشاعر وقد أصبح ناسكاً أو كاهناً يرمز للطهارة والعبودية، فهو يجلس مكان الإله الذي هو الجد والأصل والانتماء، وذلك في جو شعائري حيث الرقص والنوح طلباً للتوبة والمغفرة.
وتقوم صورة أخرى كهنوتية حيث الكاهن يدق برمحه الطويل الأرض والسحب لكي تمطر السماء، وتبعث الحياة وتنهي الموت والجمود والانتهاء، وعند ذلك يقول الشعر، ويصبح صاحب الشمول والإحاطة، وتتمثل فيه الكبراء والعزة والبهاء( ). إن هذا البعد الأسطوري، وهذا الأداء الطقوسي يؤكد بكل تفاصيله هويته الأفريقية القديمة.
ومن هنا، يمكن القول، بأن مصطفى سند قد تميز في إبداعاته الشعرية بالتركيز على الأداء الشعري من خلال الرمز والصورة، والدلالات التي تتجسد فيها الغموض الفني، وقد قدم ذلك كله من خلال توظيفه للأسطورة كدلالة تؤكد انتماءه وهويته، فالأسطورة أصبحت جوهر العمل الإبداعي عند الشاعر في بحثه عن ماضيه القديم وحاضره القلق، ومستقبله الذي يحلم به، كل هذا جاء وفق صياغة شعرية عميقة تبحث عن سر الوجود ومعنى الحياة بكل ألوانها.
فالأسطورة التي جعلها مصطفى سند الطاقة الكامنة التي فجر من خلال اللغة دلالاتها وإيحاءاتها المتعددة التي تجسد طبيعة الحياة الإفريقية، قد تشكلت من خلال الصور السمعية والشمية، حيث ملأت أجواء النص ضجيجاً ورائحة يعبق بها المكان، حيث الطبول والبخور ورائحة الدماء، أصوات الرعد والبرق، وطلاسم وشعائر المتعبدين.
فالأسطورة هنا شكلت الشعور الجمعي في المجتمع السوداني الذي تسوده الفرقة والتباعد أحياناً، بيد أن التواشج الإنساني المتجذر في الثقافة والتقاليد والطقوس تجعل منه مجتمعاً أكثر قوة وتماسكاً ورحمة. فالأسطورة تتضمن عناصر الخير والشر، وهو ما يجسد الحياة البشرية بشكل عام، ولهذا فقد اتكأ مصطفى سند على الأسطورة الممتلئة بتفاصيل الحياة الإفريقية ليؤكد من خلالها عمق الانتماء، ووضوح الهوية( ).
الصورة الفنية
تعد الصورة "إعادة إنتاج عقلية ، ذكرى، لتجربة عاطفية أو إدراكية غابرة، ليست بالضرورة بصرية"( ). كما أن الصورة قد تكون سميعة أو شمية أو ذوقية( ). فالصورة عند مصطفى سند تمحورت حول الرؤية البصرية والسمعية، وقد تجلت موضوعات صوره ومجالاتها في الطبيعة السودانية من خلال الماء والأنهار، والسحب، والغابة، والنيل. فالشاعر السوداني يحب طبيعة بلاده، وملتصق بها إلى حد بعيد. فالطبيعة في السودان متجذرة ومتجسدة في شعر الشاعر مصطفى سند، بل لقد أصبح مصطفى سند هو الطبيعة ذاتها، فعندما يصف النهر أو يصور السحب والمطر يصبح مثلها تماماً، بل يذوب فيها. وهذا هو الاندماج الحقيقي مع الوطن، كما هو الانتماء للوطن بكل عناصره، من طبيعة، وإنسان. يقول الشاعر مصطفى سند في قصيدته المسمومة بـ "خزين الصيف"( ).
يقول لي إن مات في عينيك ظلَّهم
وسافر النهار
لا تلعن الزمان والسنين والأقدار
لا تبك فالذي ينام في الإبريق من خزين الصيف
دمع هذه البحار
يا شاعري العريان من نبوءة المطلسمين
بالنيران والبروق
يا شاعري والنصل في دماك مهرجان جوهرٍ
بساحة العقوق
علاك حاجبان أحمران خلّفاك جبهة بغير عينْ
تنّح موسمين آخرينْ
ولا تقل لمن يقود حادباً على عماك، أينْ
تشال رحمة الملوك في الرضا وبالعرفان والجلالْ
لكل حالة لبوسها فكن إذا نطقت بارداً
بلا انفعالْ
يا أيها الذي أخذت دونما سؤالْ
يا أيها الذي أخذت دونما سؤالْ
يقول لي لا تبكِ فالنهار تاج فضةٍ
على جبينك الكريم
عرضت حين فرّ منصفوك في المواقف الشداد
لوحة الجحيم
يا شمس
للإيجار بيت شاعرٍ تقوّضت جدرانه العتاق
خلف شارع قدم
مهيأ للناس... للجياع.. للذين مثلكم بلا بيوت
إنْ عزّ في الزمان حاتم الندى
حلفت للغريب لا يفوتْ
ببابه الحزين دون هجعةٍ ودون شربةٍ ودون قوتْ
يا شمس
للإيجار صائم الكلام، صالب الشفاه، شاعر السكوتْ
عليه بردتانْ
من قنجة الملوك، شالتنا ودارتا...
مدائناً، حدائقاً، عوالقاً ومهرجانْ
للزيت والتراب فيهما وللهباب والدخانْ
مواسم الحديث من يبيعها ليشتريك؟
يقول لي إن مات في عينيك ظلهم
إياك أن تحدّث القساة بالهوان حين يعتريك
لأنّ من يحسّ ضعفك الذي تحسٍ
يزرع المدى موانعاً.. قطيعةً.. ونظرةً ليتقيكْ
يتضح من خلال هذه اللوحات الشعرية بأن الشاعر قد ركز على الصورة التشخيصية كثيراً، فهي صورة بصرية نابعة ومتشكلة من البيئة السودانية، حيث استطاع الشاعر أن يعبر عن هموم أبناء السودان أصدق تعبير، وبخاصة الجزء الجنوبي من السودان، فقصيدة "خزين الصيف" تعبر عن الجوع والفقر والمرض والموت. وبالمقابل يقدم الشاعر صورة الإنسان في السودان الذي يمثل الكرم والصبر والكبرياء في شخصيته، يقول:
للايجار بيت شاعر تقوضت جدرانه العتاق
خلف شارع قديم
مهيأ للناس.. للجياع.. للذين مثلكم بلا بيوت
إن عزّ في الزمان حاتم الندى
حلفت للغريب لا يفوتْ
ببابه الحزين دون هجعةٍ ودون شربةٍ ودون قوتْ
كما جسد الشاعر صورة حبّه للأشياء المعنوية، فهناك موت الظلّ، وسفر النهار، ودمع البحار.
هذه الصور تشكل موقف الشاعر من التحولات التي طرأت عليه، ومن خلاله الإنسان في السودان الفقيرة، المحروم، فهذه الصورة تجسد حالة الصراع بين الإنسان والزمن وما يمثله من تحولات وتغيرات يقول:
يقول لي إن مات في عينيك ظلّهم
وسافر النهار
لا تلعن الزمان والسنين والأقدار
لا تبك فالذي ينام في الإبريق من خزين الصيف
دمع هذه البحار
إن هذه اللوحة تعبر عن الرحيل والزوال والانتهاء، فالموت قد طال ظلّ من رحلوا، كما أن النهار الذي يعبر عن القوة والوضوح والحياة قد سافر، وكأنه إنسان قد ارتحل دونما عودة، وان ما تبقى من قوت هو هذه الأوعية الفارغة التي لا تحتوي إلا على دمع هذه البحار، فالصورة هنا هي الموت والدمع والفقر والخواء.
(3)
أسلوب التكرار
يعد الشعر عملاً في اللغة أولاً وأخيراً، كما أنه يشكل تجربة لغوية تجسد علاقة الشاعر بذاته، وكذلك بالكون من خلال هذه اللغة
ويتمثل هذا العمل اللغوي من خلال الرسالة التي يعمل الشاعر على تبليغها إلى المتلقي، ولذلك فالنص الإبداعي يتشكل من اللغة بكل مكنوناتها وظواهرها. فالخطاب الإبداعي هو خطاب في اللغة أولاً وأخيراً، ولهذا يمكن القول بأن البنية اللغوية لأي نص إبداعي تتشكل من ظواهر أسلوبية متعددة، ولعل التكرار هو الظاهرة التي يعمد إليها الشعراء أو الأدباء لتوصيل رسائل معينة عبر اللغة إلى القارئ وفقاً لنوعيته.
فالتكرار ظاهرة لغوية ذات قيمة أسلوبية متنوعة، وهو يقوم على العلاقات التركيبية بين الألفاظ والجمل، كما تقاس معدلات التكرار بنسبة إيراده في النص، والتكرار نوعان: بسيط ومركب( ).
فالتكرار البسيط هو تكرار الكلمة اسماً كانت أو حرفاً، وكذلك تكرار الصيغة المتمثلة بالضمائر والحروف والأفعال. وأما التكرار المركب فيتشكل من تكرار الجمل أو العبارات( ).
وقد عدّ محمد عبد المطلب البنية اللغوية للتكرار مكوناً أساسياً للشعر، حيث يقول: "وتمثل بنية (التكرار) خطأ أساسياً في الشعر القديم والحديث على سواء، لكنها لقيت رعاية خاصة في الشعر الحديث لما تقدمه من نواتج بالغة الأهمية، حيث أخذ التكرار أشكالاً بنائية متمايزة بعضها يأتي في شكل أفقي، وبعضها في شكل رأسي، وبعضها يتحرك على السطح، وبعضها يتحرك في المستوى العميق، وكلها يؤدي إحدى مهمتين هما التأسيس أو التقرير. ولم تتسلط البنية على الدوال المكتملة الدلالة وحدها، بل إنها تجاوزتها إلى الأدوات إلي تستقل بالمعنى كحروف النفي مثلاً"( ).
وقد تجسد هذا التكرار بأشكاله المتنوعة في قصيدة "حتى الموت" لتعكس حالة التحري والرفض والصمود عند الإنسان المقهور الذي يعاني جشع الغرباء وقهر المرض، حيث يقول( ).:
ممتلئٌ حتى الموت
بالشيء وباللاشيء كمقهى الصيف
ممتلئ الوجه أساقي فوق رصيف الليل المهزومينْ
صبّوا، نشرب هذا البرق الكاذب أو يتكشف
قاع الزيفْ
وعدٌ يخلف ظل أبينا اللاصق بالأكتاف الغار كالسكينْ
مات ولم يتحرك نحو القبرْ
وتحجّر فوق الأذرع نعش الصبرْ
صبّوا، نغلق باب الدهشة نسحق وجه العصرْ
صبّوا، نشرب هذا ريق زجاجٍ أزمن حافي التابوت
وما ندريهْ
من عسل الله الخالد من حبات الحنطة من أشداق المصروعينْ
صبّوا، نشرب عطر الناس المبتّلين
لا يحلو طعم الجلسة دون اللحم ودون الخمر
الجيد والأعراضْ
من أجل اثنين الفقر الأسود والأمراضْ
قبّلت الخنجر في خدّيه وجئتك يا مولاي أذّوب
ماء حيائي بين يديكْ
خذني لمعة زهو في عينيك
فأنا أبرع من يهديك الشعر، يزيّن
صبح جبينك بالكلمات
أقسمت أمامك لن أتجرأ، لن استمطر
دمعة حزن للأموات.
خذني عندك يا وهّاب المحتاجينْ
ازرعني قمراً أوشك أن يستشهد قبل سنينْ
ازرعني وسط الشوك وفي الأنقاض وتحت الطين
لن تسمع مني غير ثنائك حين يطلّ
السأم المترف من عينيكْ
ستجدني حاكي الليل الطائع في كفّيكْ
فأنا يا مولاي الطيب حتى الموت..
يملؤني ظلّك حتى الموتْ..
تغمز أضحك..
تزجر أصمت..
تمنح أحمد..
ترفع أخفض... أنت السّيد حتى الموت.
تعبر الأفعال المكررة، وكذلك الأسماء المكررة أيضاً عن شخصية الشاعر التي تجسد الإنسان السوداني المقهور بفعل الظلم والفقر والجوع والمرض والحرمان، وهذه الصورة النمطية اللتي تكررت في شعر مصطفى سند تقابلها صورة الظالم المهزوم، والقاتل، والسارق. فالشاعر يوظف فعل الأمر بكثرة في لوحاته الشعرية، حيث استخدم الفعل "صبّوا" عدة مرات ليعبر عن حالة الرفض والصدام واللاخوف من أولئك الظالمين الذين يقفون وراء الجوع والمرض والخوف الذي يصيب ابن السودان. فالشاعر يصرخ بالفعل "صبّوا" وبطريقة استهزائية أو ازدرائية، حيث يقول لهم بأننا مستعدون أن نشرب عطر الناس المتبلين، من جراء المرض والبرد. فالطعام والماء الذي يأخذه أولئك الطامعون والظالمون فهو من عرق وتعب المظلومين والفقراء والمقهورين، فهم يعملون ليزداد هؤلاء غنى، بينما هم يزدادون فقراً وجوعاً وحرماناً ومرضاً.
ويرسم الشاعر بالكلمات صورة ازدرائية تمثل الإنسان المقهور والمعذب في إزاء الظالم الذي يقف منتصباً كالصنم، حيث بدا صوت الشاعر هنا معاتباً بطريقة غير مباشرة ذلك الظالم المستبد. إذ يبدي الشاعر وهو يمثل صوت المقهورين من أبناء السودان وهو يخاطب هذا السيد الظالم بأنه على استعداد لفعل أي شيء لإرضاء غرور هذا السيد، فهو رهن إشارته، فإن زجر يصمت المقهور وإن غمز يضحك كذلك، كما يشكر على أي شيء يقدمه ولو كان فتاتاً، حتى وإن أمر بالموت فإنه مطيع له، ولهذا يكرر الشاعر فعل الأمر ازرعني، وكذلك كلمة الموت، حيث يقول:
ازرعني قمراً أوشك أن يستشهد قبل سنين
ازرعني وسط الشوك وفي الأنقاض وتحت الطين
لن تسمع مني غير ثنائك حين يطل
السأم المترف من عينيك
ثم يقول في مواضع أخرى مركزاً على جوهرية الموت في النص.
ممتلئ حتى الموت
أنت السيد حتى الموت
كما وقف الشاعر في أكثر من موقف معبراً عن حالة الذل والاستسلام أحياناً أمام هذا الطاغية الظالم الذي جعل من أبناء السودان سواء في الجنوب أو في أي بقعة من الوطن السوداني مجالاً للظلم والفقر والمرض والقهر والحرمان، ولذا كرر الشاعر استخدام الفعل "خذني" حيث يقول:
خذني لمعة زهو في عينيكْ
خذني عندك يا وهّاب المحتاجين
وبهذا استطاع الشاعر أن يجعل من ظاهرة التكرار في لوحاته الشعرية طاقة تفجر المشاعر، وتعبر عن حالة الرفض والازدراء من الظلم والظالمين الذين يقفون أمام حرمان أبناء السودان من حقهم في العيش الكريم، بعيداً عن الخوف والمرض والجوع، ولعل هذا الأسلوب اللغوي قد أعطى النص الشعري قدرة فنية جعلت منه لوحة مسرحية بين المظلوم وسيده الظالم. حيث وظف الشاعر الأفعال والأسماء المكررة بطريقة تجعل من القارئ جزءاً من النص ومتفاعلاً مع ما يطرحه من صور المعاناة عن أبناء السودان.
(4)
أسلوب الالتفات
يعد أسلوب الالتفات أحد الظواهر التي تعبر عن التحولات في بنية اللغة الشعرية، ويشيع استخدامه وتوظيفه في الأعمال الإبداعية وبخاصة الشعر، فالتحول في استخدام ضمير المفرد إلى الجمع أو ضمير المخاطب إلى الأنا أو الماضي إلى الحاضر يمثل حركة لغوية عميقة تعطي العمل الإبداعي قوة في التعبير والدلالة( ).
ولعل أبرز مجالات الالتفات التي يعبر من خلالها الشاعر عن طاقته الإبداعية هي الصيغ والضمائر، والبناء النحوي والأدوات والمعجم( ).
وقد وظف مصطفى سند في قصائده أسلوب الالتفات توظيفاً جيداً، حيث استطاع أن يخلص اللغة من السكون والجمود ويحررها من دوائر الممارسة السطحية والضيقة، "يجليها وينقيها لفظاً وأسلوباً، يحييها ويبعثها لتحيا تجربة جديدة تعيش في الذات والزمن، فهو شاعر ينقي الأشياء ويصفي عتماتها عبر التأمل المستبصر"( ).
يقول الشاعر مصطفى سند في قصيدته "أغنيات للصيف القادم"( ).
لنا صداك والحفيف يا جواد رحلة الهبوط
في منازل العيون
لنا هدير بوقك الليلي والنبيذ والصراخ والجنون
ودورة بهار لم الزنوج، دورة بشاطئ العراة
دورة بغابة العبيد والسجون
لنا صداك يا حضارة البنوك والملوك
يا حضارة النقود
من صدر ناطحات الليل جاءنا القضاة والشهود
وجاءنا اليهود
فنحن في شوارع المدائن الموشحات بالثلوج
ننزف الوقود
ونحن في حساب اللهو اسطوانة بمشرب
يؤمه الرعاة آخر النهار
تصب في عروق الصمت والدخان أغنيات الدمع
آهة جريحة القرار
لنا صداك يا عصابة الحشيش والأفيون
يا عصابة الدوار
لأننا نشم كل ليلة رياح الزهو
من قلوبنا المعلقات بالصنادل الشرقية البحار
لنا وما لنا وأنت حين يبرد الصدى
وتعشب الحروف في حناجر المبشرين
تناظرين أعين الجياع بالدراهم المثيرة الرنين
وقفت في محطة الدموع أستريح
أشك في صدارى القديم صورة المسيح
أصافح الوجوه يا هواي بالوجوه حين ترتدي
براقع الشموس حين لا تبيح
لأعين الغريب أن تمسّ حرمة الصمود
في قناعها الجريح
يا سنبل الخريف لا تهزّ منكبيك للنسيم
هذه الحروف أنت في جبينها شعار كبرياء
لا تطعم الجنادب الصفراء كلما احتقنت
بالحبوب في مواسم العطاء
وكن لكل فوهةٍ وقودها وكن لكل قطرة
من الدماء
بريق جرحها الذي يضيء فوق حائط السماء
تراه أعين الشعوب حين ينزل المحاربون
ساحة القتال
نوافذاً من الندى، نوافذاً من الهوى الحبيس
بين أضلع الرجال
يراه كل من يبيع زهرة الحياة راهباً
يلف شعر الليل في مناسج النضال
وقفت في محطة الدموع أرفض البكاء
نجم أمتي العنيد مزّق السماء، زلزل الجبال
صبرت يا ابن مريم البتول يا سلام روح العالم
الغريق في بحيرة الضلال
صبرت يا مهاب الأمس يا غريب اليوم
حاسراً وعارياً وجافياً بلا نعال
تنام في الصليب حين أمطرت وحين أمسكت
تنام في محفة العذاب
يموت نهر الشمس في حناجر المهاجرين
حين يعبرون ظلك المهاب
من أيّ سكتين تنهض الرياح في يديك
مسرجات صندل وعطر شمعدان؟
من أيّ سكتين يقدم الذين تنبع الشموس
من أكفهم فيسجد الزمان
من أي سكتين؟
من صدى يرف تحت أضلع المطلسمين بالرصاص والدخان
فواصل الحديث جدّ من يجدّ، جمر من يفي بما عليه
زهو من يدمر المسارح التي تمارس البغاء كل ليلة
وتعرض الهوان
صبرت حين أنضجت محارق الوقار مقلتيك
حين مسّك المشيب باكراً وبات في جبينك الذهول
صبرت حين مزقت سنابك المغول
رئاتك المباركات صافنات العزّ حيث عانق الرسول
مصلباً عليك في الإسراء، قبلة السلام
وجه أمك البتول
من أي سكتين راشت النصال قبل فجرنا
الروحيّ غيلةً فخيم الذهول؟
سيزهر الحديد في دروبنا المساهرات للشروق، تنبت
قوافلاً من الرجال، فيض ناجزين، سيل مبدعين
بحر واعدين يسرجون صهوة السماء، يلجمون شذى
الليل يغمرون أعين السهول.
بغضبة المخاصرين نهدة البروق في مراقص الجحيم
نعود في عيون الصيف في الشتار من ممالك
النعاس من رواقنا القديم
نعود والمدى قوانص تحوم.. والصدى يرن
في مداره الهزيم
يا نسمة العبور سعّري بَنيكِ لا يباع من يخفّ
يوم توقد الكوى وترفع الصحاف
الشمس في كئوسها مشارط الثلوج والدماء والرعاف
الشمس في كئوسها تحيض قدس شعرنا
الجريمة العفاف
دماً في الليل والنهار... في حلوق الصمت
في عروق هامشٍ غريب
يا نسمة العبور ليس من يجيئه الكلام مثل من يرى
وليس من يبين مثل من يغيب
فالوعد يا حبيبة الأسى لقاك نادماً وتائباً وصادقاً
وعائداً يعود في عيونه هواك يغزل السحاب واحةً
وينسج الغيوم
لصيفك الجريح في مطار الصبر صيفك الذي
أصابه الوجوم
عساه لا ينام مرتين غافياً ولاهياً.. عساه
يستعيد وجهه الرهيب في مطالع الإياب
في مواسم القدوم
عندما شنق أوكتا في مدخل المدينة كان يغني
سيدي وتاجي الذي عيناه فانوسان من دم البنات
توضأ الصباح في عروقي
وهزّني كهزة الإبريق صبني في الوجه واليدين
من أجل ركعتين
من أجل فرض عين
تناقل الضحى وساح في الظهيرة الحمراء
خطاه نهرةٌ تحكرت ما بين قلب الأرض والسماء
خطاه.. يا مدائن البكاء
تجرّني بلا حريرةٍ ولا ضريرة ولا غناء
تجرّني لدوخة الضريح أرفع الذي شممته في المهد
"سبر" جدتي.. لصرعة الدوار
أعود راكزاً على جواد الريح ناشراً على البحار
حرائر الدموع يستحمّ بدرى الصبيّ
في وسامة النهار
أنا هواي ما يرنّ في مدائح الملوك
صك حكمة وزهو كلمة بلا تفضل ولا غرور
أنا ومن سواك يستطيع أن يمزق
الشراع في مراكبي ويلجم القطار؟!
تشابهت في عينك الأمور
وأسقط الدوار
يديك في جهنم التي حفرتها وحلّ في دماك
سلّم الرعاف
يا بهجة الصحاف ها هنا وبهجة الحضور
إن كان سيدي الوقور
يسيح في دروبنا بجبةٍ وسبحةٍ
يضلنا ولا يخاف
سنفتح المدائن المسوّرات في نهاية المطاف
الحرف لا.
والصدق لا.
والطهر لا.
لأن ساحة العبور في مطارنا القديم
توضأت بالنار والجحيم
لأن سيدي الذي عيناه نجمتان من رماد
تكوّم الصباح في بوابة الحريم
محنطاً بالجنس والدموع
دعته؟ لا والله بل تعوذت جدرانها.
وأقسمت أزقة البلاد
بأن للصباح حرمة تسدّ قاع الليل
تنسج الدروع
من حوله وتحجب الذي نراه ما نراه
بين عطفةٍ وظل دار
لكن سيدي الجريء في وضحة النهار
لسيدي غنيت للوقار للصلاح للخشوع
لوجهة المضيء عبر قاعة الشموع
لطهره النقي قلبه الأبي صوته القوي
للقيام للسجود للركوع
لما سمعت منه ما قرأت عنه
سرّ حبه الدفين في قلوب الناس في مواقع الجموع
له.. لسيدي الذي عيناه بقعتان من دم السبوع
تناول الشاعر في قصيدته الموسومة بـ "أغنيات للصيف القادم" حالة التوتر والصدام بين السودان ممثلاً بشعبه الإفريقي وحضارته الإفريقية كذلك، وبين الآخر ممثلاً بالغرب المستبد والمستغل، فهناك حالة الظلم والفقر والجوع والتشرد التي يعيشها أبناء السودان وربما الجنوب منه وبين الغرب ممثلاً بقوته المادية حيث البنوك والجشع والاستغلال والتردي الأخلاقي. ولذا فقد بدت حالة التحدي والمواجهة بين طرفي المعادلة الظالم والمظلوم، إذ وظف الشاعر مصطفى سند صيغة الضمير في حالة الإفراد، والجمع، حيث جاء ضمير الأنا للتعبير عن التحدي والزهو الفردي عند الإنسان السوداني، كما أن ضمير الجمع قد عبر عن حالة الوعي والتحدي والاعتزاز عند عامة أهل السودان. ولذا كثر استخدام ضمير "لنا" أكثر من مرة مفتتحاً به قصيدته، حيث يقول:
لنا صداك والحفيف يا جواد رحلة الهبوط
في منازل العيون
لنا هدير بوقك الليلي والنبيذ والصراخ والجنون
لنا صداك يا حضارة البنوك والملوك
يا حضارة النقود
كما وظف الشاعر صيغة "الأنا" بشكل واضح ومركزي في هذا النص، حيث يقول مبيناً حالة التحدي والرفض للآخر بكل ما يمثله من قوة واستبداد:
أنا هواي ما يرن في مدائح الملوك
صك حكمة وزهو كلمة بلا تفضّل ولا غرور
أنا ومن سواك يستطيع أن يمزق
الشراع في مراكبي ويلجم القطار؟!
إضافة إلى ذلك، فقد استخدم الشاعر صيغة الفعل الدال على المستقبل كثيراً، وهذا يمثل رؤية الشاعر المتفائلة نحو تغيير الواقع المؤلم الذي فرض على أبناء جلدته، ولهذا فطالما توعد الشاعر من ظلمه واستبد وقهر أبناء وطنه بالنصر والتحرر، حيث يقول:
سنفتح المدائن المسوّرات في نهاية المطاف
الحرف لا.
والصدق لا.
والطهر لا.
لأن ساحة العبور في مطارنا القديم
ثم يقول في موضع آخر
سيزهر الحديد في دروبنا المساهرات للشروق، تنبت
قوافلاً من الرجال، فيض ناجزين، سيل مبدعين
بحر واعدين، يسرجون صهوة السماء، يلجمون شذى
الليل، يغمرون أعين السهول
وقد ارتبطت صيغة الفعل المضارع بحالة الحاضر والمستقبل عند الشاعر، فها هو يجسد في لوحاته صوراً تشخيصية، حيث جعل من الأشياء المعنوية أو الجمادات رموزاً حية تفيض بالحركة، وذلك من خلال قدرة الشاعر اللغوية التي استطاع أن يجعل من خلالها التشخيص محوراً أساسياً في رسم لوحاته الشعرية.
ولذا فقد جاءت صيغ الأفعال مرتبطة بهذه الحركة اللغوية، حيث جعل الزمان إنساناً يسجد متعبداً خاشعاً، وكذلك السماء جواداً يصهل عبر حركة الزمن، والحديد أصبح نباتاً يزهو كما هو في اللوحة الشعرية موضع التحليل، حيث يقول:
سيزهر الحديد، ثم يقول يسرجون صهوة السماء، من أكّفهم فيسجد الزمان
كما جاءت صيغ وأدوات الاستفهام والنداء والتعجب متناغمة مع أسلوب الالتفات في حركة لغوية تنبض بالحركة والحياة والحضور، حيث استطاع الشاعر أن ينتقل من خلال هذه الصيغ والأدوات من حالة إلى أخرى، حيث يقول:
من أي سكتين تنهض الرياح في يديك
مسرجات صندل وعطر شمعدان؟
ثم يقول: أنا ومن سواك يستطيع أن يمزق
الشراع في مراكبي ويلجم القطار؟!
وكذلك في حالة النداء يقول:
صبرت يا ابن مريم البتول يا سلام روح العالم
الغريق في بحيرة الضلال
صبرت يا مهاب الأمس يا غريب اليوم
حاسراً وعارياً وحافياً بلا نعال.
الهوامش

مدير المنتدى
Admin

عدد المساهمات : 166
تاريخ التسجيل : 18/02/2012
الموقع : rihabalkalimah.cultureforum.net

https://ichkalat.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى