سلطة القارئ وعالم النص
صفحة 1 من اصل 1
سلطة القارئ وعالم النص
سلطة القارئ وعالم النص
أ.سماحي ليندة
جامعة سيدي بلعباس/ الجزائر
يسعى التأويل إلى توسيع دائرة فهم النصوص الأدبية وتسهيل عملية التواصل والتحاور بين القارئ والنص لتنشأ علاقة جدلية بينهما مما ينتج عنها معاني كثيرة تفرزها العملية التأويلية والتي تكمن في الأخذ والعطاء بين القارئ والنص؛ فقد أصبحت هي المسيطرة على الساحة النقدية باستحواذها عليها بكثرة عدد نقادها وقرائها الذين يُبرزون قيمة النص ومدى أهميته وتأثيره في أذهان المتلقين حيث يكسبهم تجارب متعددة وعميقة يتخذونها وسيلة في مسارهم القرائي والنقدي.
مقدمة:
أثارت سلطة القارئ جدلا كبيرا بين النقاد لما لها من أهمية بالغة بالنسبة للنص حول تحديد ماهيتة وكيفية تلقيه والإجراءات المختلفة التي يتبعها القارئ من اجل تحليله وإبراز إستراتيجيتة من خلال قراءته والتجاوب معه وصولا إلى تأويله والاستجابة له للكشف عن معناه الجوهري، فقد ظهرت عدة نظريات اهتمت بالقارئ وبينت مدى دوره في إحياء النص وتحديد هويته، عندها تتحقق الاستجابة الجمالية للنص، فهو يشكل عنصر فعال باعتباره الركيزة الأساسية في بناء العملية الإبداعية من خلال إعادة إنتاجها من جديد وفق ما تقتضيه طبيعة النصوص حيت تتشكل علاقة جدلية بين القارئ والنص من خلال ذالك الغموض الذي يحجبنا عن رؤية حقيقته المخفية، وهدا الطرح بالضرورة يدفع إلى طرح الإشكال الذي يثير نوعا من الاستفزاز و التساؤل، ويدخل القارئ في متاهة تحكمها الغموض مما يستدعي منه ممارسة عملية الفهم والتحليل والتفسير باللجوء إلى التأويل الذي يبني عليه مفهومه مما يؤدي إلى تعدد تأويلاته وتكثيف معناه، فيصبح القارئ حينئذ منتجا للعملية الإبداعية من خلال فعل الفهم وممكنات التأويل التي تمكننا من مقاربة معناها الحقيقي.
ولادة القارىء:
من النظريات التي أولت اهتماما بالقارئ ومنحته العناية نظرية القراءة وبالتالي تكون الانطلاقة من القارئ إلى النص و"هناك ثلاثة مناهج نقدية اهتمت بالقارئ والقراءة (البنيوية ) التي نادى ممثلها رولان بارت بموت الكاتب وأعلنت عن ولادة القارئ الذي يصنع معنى النص ونظرية التلقي عند النقاد الألمان من جامعة كونستانس ممن نادوا بجماليات القراءة وآلياتها وعلى رأسهم ياوس وايزر، والتفكيكية التي قالت بتعدد القراءات حسب القراء حتى يمكن القول أن كل قراءة تختلف عن سابقتها " يعني أن كل قراءة تختلف عن الأخرى حيث نجدها تختلف لدى القارئ الواحد لان النص يفرض على القراء تعدد قراءاته واختلافها من قارئ لأخر.
والقراءة بدورها قد تورط القارئ بمخاطر الذاتية أو الموضوعية وفي نفس الوقت تخدم القارئ وتمنحه اسما وتكمن في تحديده للنص من خلال قراءته وهكذا يموت الكاتب ليولد في رماده القارئ الذي يستلهمه ويضيف إليه فيتحول النص الإبداعي إلى نص تأويلي فتنصهر التجربتان إبداع الكاتب و قراءة القارئ حيث تنشا علاقة حميمية بين القارئ والنص من خلال التماهي مما يتيح التحاور مع النص باعتباره نظاما من العلامات والدلالات التي تقحمه في جوه بالكشف عن شفراته التي تحكم نسيجه الفني .
مهمة القارئ:
وتنحصر مهمة القارئ في استنطاق شفرات النص وتفكيك معانيه وتكثيف دلالاته والكشف عن نطاقه الداخلي الذي يحكمه لان القراءة البنيوية الصحيحة هي التي تستطيع التوصل إلى أسرار النص الداخلية وبنيته وأنساقه وعلاقات أنظمته، ولهدا فان القارئ البنيوي يعتبر مبدعا للنص من جديد ومانحا إياه دلالاته فالنص لا قيمة له من دون قارئ، و دلالات النص يحددها القارئ، وهكذا انتقلت سلطة الأدب من الكاتب والنص إلى القارئ الرأس الثالث للمثلث الذهني الأدبي باعتباره المحرك الأساسي للعملية الأدبية .
لأنه يكشف عن مضمون النص ويحدد معناه المفترض من خلال التفاعل معه (التأثر والتأثير) كلاهما يكمل الآخر، ويفصح النص فيها عن نفسه ومما يمنح للقارئ سلطة تمكنه من تفجير طاقاته الفاعلية يفعل ما لم يفعله المؤلف بنصه حتى يتمكن من توليد معاني جديدة ويحاول أن يثبت نفسه ويمنح للنص خلوده واستمرار يته من خلال تحليله وتفسيره وتحديد معناه مهما كان غامضا أو مبهما إلا انه من خلال قراءته يستطيع أن يمتلكه و يحتويه فيصبح النص حينئذ ملكا للقارئ يخرجه إلى الوجود بحيث يصبح عرضه لتعدد القراءات تبعا لمستويات القراءة الأدبية والثقافية 4التي يتمكن من خلالها قراءة نص ما قراءة صحيحة معقولة قابلة للتعدد والاختلاف والقارئ لا يكتفي بهده المتعة بل يتجاوزها إلى الكشف عن دلالات النص وإيحاءاته. من هنا تصبح القراءة عملا إبداعيا يوازي إبداع النص نفسه5 حسب مؤهلات القارئ وقدراته الفكرية والثقافية ومرجعياته المعرفية المختلفة حيت تمنحه حظا كبيرا للولوج إلى عالم النص ومعانية وإدراك ألفاظه التي تزيد من وعيه القرائي وتكسبه تجربة في قراءة النصوص وكيفية التعامل معها .
لأنه يعتبر مفتاح الأثر الخالد في النفوس وخلود الآثار الأدبية يأتي من فاعليتها في نفوس القراء في كل زمان ومكان 6 بخصوص أن كانت نصوص مميزة لها تأثيرها الايجابي على القارئ، بالإضافة إلى القراءة الواعية من طرف القارئ لان القارئ الواعي هو وحده القادر على سبر كوامن النص عن طريق تفكيك جسد النص من اجل بناءه من جديد شريطة التخلي عن تحيزه وتحكيم عقله لان القراءة الواعية ترفض الانطباعية الساذجة وتعتمد على الموضوعية بحيث تدرس العمل الأدبي من كل جوانبه واستكشاف جمالياته ومفاتنه والإفصاح عن أسراره ومضامينه من اجل إصدار أحكام اكتر دقة وعلمية يقبلها القراء بصفة خاصة والنقاد بشكل عام7، لأن إدراك النصوص الأدبية وفهمها يختلف باختلاف مستويات القراء وأذواقهم وخبراتهم وأمزجتهم حيث تتيح التعدد والاختلاف في الآراء والأحكام فكل قارئ وطريقته المميزة في قراءة النصوص وإعادة خلقها من جديد بالشكل الذي يرتئيه . والتفاعل القرائي بين القارئ والنص يقوم على مستويين:
1- مستوى التلقي : ودلك من خلال تفاعل القارئ مع النص المقروء باعتبار النص متوالية من العلاقات اللغوية التي تنتظر من القارئ أن لا يقف عند حدود تفكيكها وإنما يتجاوز دلك إلى تأويلها .
2- مستوى إعادة إنتاج النص: و يكون بعد أن يتم القارئ اكتشاف بنيات النص وتحليل علاماته وإشاراته تم تأويله حسب مخزونه التفافي ووصله بالمعلومات الجديدة 8 لان خصوصية النص لا تتحقق إلا من خلال فعل القراءة لأنه يعتبر نشاط يفك شفرة النص ويبعث فيه الحركة ليحييه ويمنحه الحياة من جديد، ويضيء عتمته ويعطيه نفس مغاير لان القراءة تعد مسؤولية يتحملها القارئ فالنص يبقى دائما نصا، إنما الذي يتغير أو يموت هي القراءة نفسها لاسيما إن كانت هذه القراءة سلبية، فمن المفروض على القارئ أن يلتزم القراءة الواعية من جانبها الايجابي حتى يضمن لنفسه وللنص الخلود.
فكل قراءة جديدة تنسينا في القراءة الأولى ( السابقة) أما إذا كانت القراءة سليمة فستبقى وتستمر وتتجدد، لان النص كله مؤشر على توتر كبير يخلخل فقاعات الذات المستقرة ويسائلها عن وجهتها الجديدة التي تتغير بتغير الزمان والمكان9 لكن القارئ الواعي يستطيع أن يتحكم في النص دون أحداث أي خلخله في تركيبه من خلال الكشف عن صوامته وملء فراغاته وبياضاته، ليكتمل معناه الناقص قصد إحياء التجربة الإبداعية ودمجها مع تجربته الخاصة ليعيد صياغتها وإنتاجها من جديد بشكل فني وجمالي.
ومن هنا يمكن القول أن القراءة عمل إبداعي تعمل على إبراز هوية النص وتجسيد بنيته، فالنص نداء والقراءة تلبية لهدا النداء من خلال بعض المستويات هي:
القراءة الاستنساخية :التي تقف عند حدود التلقي المباشر وتجتهد أن يكون هدا التلقي بأكبر قدر من الأمانة، وهده القراءة تحاول أن تخضع نفسها للنص فتبرز ما تبرز وتخفي ما يخفي لتبرز لنا صورة طبق الأصل عن المقروء: بمعنى أنها تخضع للنص لا زيادة ولا نقصان ( استنساخ المقروء)10.
أما القراءة الثانية التأويلية :لا تتوقف عند حدود التلقي المباشر بل تريد أن تساهم بوعي في إنتاج وجهة النظر التي يحملها الخطاب، لا تقبل الوقوف عند حدود العرض، تتجاوز النص وتريد أن تعيد خلقه من جديد بالتصرف فيه.
أما القراءة التشخيصية :فهي قريبة من روح التفكيك بتشخيص تلك العلامات النصية من خلال تفكيكها وإعادة تركيبها بتفسير دلالتها وفك إشاراتها ورموزها والسعي لتجسيد معناها المخفي، لان النص عرضه لتفسيرات جديدة، يتعدد ويختلف وفقا لعدد قرائه 11 الدين يستقبلونه بصدر رحب ودلك بالاستجابة له والتجاوب معه .
فيتحدد النص حسب استقبال القراء، و القراءة بدورها تبرز كفعالية ثقافية ذات نوعية هامة12 يمكن أن يتقمصها آي قارئ ليفرض سلطته على النص من خلال فعل القراءة مستجيبا بدلك لمتطلباته التي تمنحه الغوص فيه، بقك مغاليقه وإبراز مفاتنه، والكشف عن صوامته ومسكوتاته، ليكسو العمل الإبداعي حلة جديدة ومغايرة.
ومن النظريات التي اهتمت بدور القارئ نظرية التلقي فقد جعلته على رأس أولوياتها من خلال مدرسة كوتسناس بزعامة ايزروياوس حيث ترى بان المتلقي هو أساس العمل الإبداعي ، لأنه يلعب دور أساسي في العمل الفني ينفعل ويتأثر أحساسا وسلوكا تنتهي مهمة المبدع بولادة القارئ الذي يصنع العمل الفني13 وفقا لثقافته واستعداده للوصول إلى عمق النص الذي يعتبر الوسيلة، أما المتلقي فهو غاية العملية الإبداعية التي لا يكتمل معناها إلا بمشاركة المتلقي الذي يعايش تلك التجربة يتماهى ويتفاعل معها فهي مشاركة حقيقية بين المبدع والقارئ، فكل قارئ ونظرته الخاصة للنص وبهذا يبرز لنا ثلاثة أطراف أساسية في العملية الأدبية أولها:
المبدع: وتتجسد شخصيته في مرونتها، وموهبته التي تساعده على الخلق والابتكار الذي يجسد لنا من خلال صناعته النص الأدبي وتوصيله إلى المتلقي، ليشاركه في تجربته وهمومه، حتى يستطيع تحقيق غايته، لأنه يعتبر الركن الأساسي في العملية الإبداعية14.
النص: يعبر عن العالم الداخلي للمبدع وفهمنا للنص لا يكتمل دون فهمنا للمبدع الذي يجسد مشاعره وأفكاره في النص الأدبي ويقدمه للمتلقي لكي يشاركه شعوره وأفكاره ويعايش معه تجربته الإبداعية، فالغاية المرجوة من النص إيصال رسالته للمتلقي ليجدب انتباهه ويغريه من خلال توظيف رموز وإشارات وعلامات تخفي معناه الحقيقي الخفي 15ومن هنا يكشف لنا النص عن مدى غموضه وإبراز قدرة المبدع وموهبته المتميزة وأصالة تجربته في صناعة نصه.
أما المتلقي :يعد احد الأركان الرئيسية في العملية الإبداعية لأنه يحكم على العمل وفقا لتأثره وتفاعله ودرجة تأويله، مما يساعده على تقييم العمل الإبداعي تقييما جيدا لان التعامل مع النص الأدبي ليس سهلا، فهو يحتاج إلى مرجعيات متنوعة يستند إليها القارئ لبناء مفهموه للنص وتصوره المسبق له، فكل قارئ ينظر إلى النص من منظوره الخاص به 16 وهكذا تتجسد العملية الإبداعية من خلال ثلاثة ركائز أساسية المبدع والنص والمتلقي حتى يتضح مفهومها ويكتمل معناها، وبالخصوص المتلقي الذي يعتبر القارئ والناقد والمستقبل للأثر الفني، فقد أصبح موضع عناية المبدع واهتمامه لم يعد قارئا مستسلما للنص ومستهلكا لمعانيه ودلالاته، بل أصبح مشاركا وقارئا عنيدا ومتابعا واعيا لإشارات النص ودلالاته 17هدا ما أهله لأخذ دوره ومكانته في العملية الإبداعية لأنه أصبح يشكل عنصر فعال لا يمكن الاستغناء عنه يبعث الحيوية و النشاط في العمل الأدبي ليحييه من جديد وهكذا يتجدد النص بتجدد قرائه.
نظرية التلقي:
يمكن القول أن نظرية التلقي منحت فرصة للمتلقي كي يفرض نفسه من خلال إثباته لوجود النص وتحققه الفعلي، ودلك ببناء معناه الذي لا يتم إلا بمشاركته، ويميز ابزر بين معنى النص ودلالاته التي يمنحها القارئ إياه، و ما يتولد عنها من وقع جمالي، و يميز بين قطبين هما :القطب الفني وهو نص المؤلف، والقطب الجمالي وهو الانجاز المتحقق من طرف القارئ كلاهما يكمل الأخر18 لان القارئ ينطلق من القطب الفني وينتهي عند القطب الجمالي، كما يرى بان القراءة عملية جدلية تبادلية مستمرة ذات اتجاهين من القارئ إلى النص ومن النص إلى القارئ. "19عملية تأثر وتأثير يعني أن القارئ يتأثر بالنص عن ألفاظ ومعاني ودلالات وانزياحات جمالية ويؤثر فيه من حيث انه يتقصى الحقائق، ويكشف عن الصوامت ويستنطقها ويحاول تفكيكها وتأويلها ثم إعادة تركيبها من جديد حيث يحدث تغييرا في كيان النص مثلما اثر على أفكاره ومشاعره واحدث له توترا وقلقا وتشويشا .
أما بالنسبة لياوس فقد رأى أن التضمينات الجمالية تكمن في حقيقة الاستقبال الأول للعمل الأدبي من قبل القارئ حيث تتضمن اختيار قيمته الجمالية وتكمن في مقارنته مع الأعمال التي تمت قراءتها من قبل.
كما يرى بان أفق التوقع يعني أن القارئ دو معرفة مكتسبة من خلال معرفته للنصوص وقراءتها الفنية، فيكشف مباشرة عن الانحرافات التي تخرج عن السنن والتقاليد الفنية المعروفة20، حتى يتمكن من كيفية التعامل معها، انطلاقا من مرجعيات مختلفة وقراءات سابقة التي يبني عليها أفق توقعاته نحو أفاق جديدة، حتى تتحقق الاستجابة، لان المتلقي بصفته مستقبلا للنص ومنتجا له يحاول فك ألغازه وأسراره وغموضه تم إعادة إنتاجه وخلقه بحسب ثقافة ومقدار عمقها، فيكشف عن خصوصية النص وجماليته وإبراز قيمته الفنية.
والمتلقي السطحي الساذج يختلف عن المتلقي دو ثقافة عالية ورفيعة، فالأول لا يمكنه إبراز قيمة النص بحسب محدودية ثقافته وموهبته أما الثاني فيتعمق فيه 21ويبرز أهميته ويكشف عن جوهره، ويشارك المبدع في مشاعره وأحاسيسه ليعايش تجربته الإبداعية. "فالنص الأدبي مثقل بالدلالات والإيحاءات والرموز والصور فالطاقة الفنية تحول النص غامضا"22
فعلى المتلقي أن يتصدى لكل هدا الغموض لأنه قد يقوده إلى إمكانيات متعددة واحتمالات مختلفة للتأويل والتفسير مما يفرض عليه حالة من الإرهاق الفكري والنفسي.
فثقافة القارئ وموهبته لها دور كبير في تفسير الأعمال الأدبية عامة والشعرية خصوصا، لأنها نصوص مجازية بامتياز تتميز بالغموض الذي يعتبر جوهر النص الإبداعي مما يجعل المتلقي أكثر تحفزا وتوترا إزاء المفاجئات والاحتمالات المتعددة والدلالات المتباينة المعاني للوصول إلى إدراك سر النص الإبداعي وغايته فك رموزه وألغازه 23 حيت يحدث ما يسمى باهتزاز في بنية النص، فيتغلغل فيه ويحاول فك مغاليقه وصور دلالاته، وإدراك قوانينه الداخلية كي يحكم عليه أحكام موضوعية ودقيقة لهدا ظهر ما يسمى بالتأويل الذي ثمن قيمة القارئ (المتلقي) ومدى فاعليته في النصوص، وأعاد له الاعتبار وأكد على ضرورة حضوره في العمل الإبداعي، لأنه يكشف عن الدلالات الباطنية متجاوزا الدلالات السطحية الظاهرة من خلال فك رموزه وشفراته الذي يخرج بها عن معناها الظاهري المنحرف إلى معناه الأصلي من خلال أعمال العقل لأنه يحتاج إلى جهد فكري.
وذلك لاستكشاف مسكوتاته وصوامته واستنباط معناه الباطني ويملا فراغاته وبياضاته عن طريق التخييل الذي يعتمد على عملية الفهم فيتخيل معناه المفترض ويضيء عتمته ويخرجه إلى الوجود حتى يقارنه ويتمكن من معرفة مقاصده ومقتضياته ومدى تأثيره في كيان النص، اعتمادا على معارفه ومرجعياته ورغباته وقراءاته السابقة واطلاعاته الواسعة وموهبته المتميزة ومعاييره الجمالية للتأثير بها على النص الإبداعي حتى يكون له حرية الممارسة التأويلية وإبراز فعاليته التي تحدت من خلال التلقي وفعل القراءة والتأويل الذي يعتبر كمنهج نقدي له إجراءاته وقواعده في تحليله للنص.
وهي استراتجيه معاصرة أصبح النقاد يتداو لها فيما بينهم ويتعاملون بها، واعتبرت نظرية من النظريات التي جاءت بعد القراءات والتلقي التي أبرزت هي الأخرى أهمية القارئ. وعلى الرغم من "أن التأويل ليس بجديد كمنج نقدي في ثقافتنا وانه استثمر في تراثنا في قراءة النصوص الدينية والفلسفية كما نجد لدى ابن رشد في اعتباره القول متعدد الدلالة مما يجعله ينطق عن بعض ويسكت عن بعض ويظهر ويبطن فان مهمة المؤول هي أن يختار الدلالة الظاهرة للكشف عما يسكت عنه القول ويشكل باطنه"24 وتكمن هنا مهمة المؤول التي جاءت بها نظرية التأويل آو التأويل كمنهج نقدي إن صح التعبير .
فقد منح للقارئ دورا ايجابيا، كما جعله منتجا للنص لا مستهلكا له، وحتى يشارك المبدع تجربته الإبداعية قبل أن يسلمه إياها ليعيد خلقها من جديد، فيفك غموضها ويفهم قصديتها من خلال تأويله الايجابي بتحريك النص والتعرف على انزياحاته وانحرافاته وتأويل معانيه لتكثيف دلالاته وسد ثغراته حسب معناها المتخيل الذي يتصور مسبقا من اجل توصيله إلى مراميه ومقاصده واستخلاص صورته الحقيقية المتخيلة التي يخفيها عن أنظارنا، فيحاول القارئ الاقتراب من المعنى الأصلي الذي يقصده المبدع من وراء النص مستجيبا لغاياته ومتطلباته مطبقا عليه آليات لتحليله وتفسيره .
عالم النص:
يخضع تأويل النصوص الأدبية لمبادئ وإجراءات ينبغي على المؤول احترامها وتطبيقها بكل دقة وعملية حتى يستنبط مغزاها الحقيقي، فالنص بطبيعته يحمل عدة تأويلات لكنه في الأخير يتقيد بمعنى وحيد أصلي، يصعب علينا مقارنته إلا باللجوء إلى التأويل الذي يقودنا إلى معاني عديدة ومختلفة لكن القارئ الذكي يتجاوز المعنى الظاهر ويحاول مقاربة معناه الباطني الخفي الذي يقصده المبدع مما يستدعي منه جهد فكري وإرهاق دهني ونفسي لتفحصه وتقصي حقائقه.بالتعمق فيه بكيفية صحيحة لتحليل رموزه وإشاراته بالخصوص اذا كان النص مشفرا مثقلا بالإيحاءات سوف يرهق مؤوله ويتعبه، حيث يضعه في حيرة من أمره ويشوشه .
لكنه في الأخير يدخل جو النص فيتحاور معه ويتفاعل مع مضامينه، حيث تنشا بينهما علاقة حميمية بعد صراع من الجدل والتحاور، بتتبع حركته ليبعث فيه الحيوية والنشاط ويعيد تجديده مرة أخرى مما يمنحه نفس متجدد ويضمن له البقاء.وعلى المؤول أن يأخذ بعين الاعتبار قصديه المؤلف واحترام النظام الداخلي للنص حتى يخوض غمار هده التجربة الفريدة من نوعها، وفي الأخير هو الذي سيصنع العمل الفني بقراءته وتفكيكه وإعادة تركيبه من جديد مما يحقق له المتعة الجمالية بعد افرزاه لعدة معاني مما يكثف من دلالاته حتى يجعل من العمل الأدبي موضوعا جماليا، ليتمكن من خلاله الوصول إلى المعنى الخفي وإضاءة جوانب العمل الفني الذي يفتح له أفاقا جديدة لتلقيه من وراء مقاربته له حيث يرسم معالم تأويله مما يغني المنجز الأدبي ويمنحه أبعادا دلالية وجمالية.
كما يؤثر بدوره على نفسية القارئ ويترك أثارا في دهنه ويكسبه تجربة متميزة ويصقل موهبته وينمي معارفه وأفكاره مما يمنحه الدقة في كيفية التعامل مع النصوص للتوصل إلى إنتاجها وتقييمها وإصدارا عليها أحكامه دون الإغراق في الانطباعاته الذاتية والإفراط في تتبع العملية الإبداعية لأنه قد ينزاح عنها انزياحا سلبيا وحينئذ لا يعد تأويله ايجابيا .
فعليه الالتزام باستراتجيات القراءة والتأويل باحترام المضامين النصية والقدرات القرائية والتأويلية التي تتلاءم مع طبيعة النصوص، والقارئ المثالي هو الذي يملك قدرات ذكية في تسيير العملية الإبداعية وتجسيد المعنى النصي وإخراجه من حالة الكمون إلى حالة الظهور عبر ملئ فراغاته، وكيفية التعامل مع إشاراته الدلالية الجمالية التي يثيرها النص قصد إيصال الرسالة إلى المتلقي، لان القراءة ليست تلقيا سلبيا وإنما هي تفاعل خلاق ومشاركة بين النص والقارئ25.
حتى يعايش تجربته الإبداعية وتتحقق الاستجابة الجمالية التي لا تتم إلا بحضور القارئ الذي يبث فيها الحياة ويبعث فيها الحركة ويمنحها تحققها الفعلي، من خلال عملية الفهم والاستيعاب حتى يخرج بفهم أكثر نضج وتفعيل قراءاته وتأويله والتزاما بالمقصدية النصية ودالك بدراسته وتفحصه لذاته وكيفية تشكيله فنيا ولغويا توخيا للدقة والموضوعية باستحداث وعي تأويلي جديد للتغلغل في النص بادراك مقاصده ونواياه باجتهاده التأويلي الذي يعتبر ضرورة لامفر منها، يمنح القارئ القدرة على الاقتراب من الكشف عن مغزى النص وفهم معناه، معتمدا على طريقة بنائه وأسلوبه وتركيبته محاولا التعبير عما يصل إليه من دلائل الإشارات والمغريات، لان كل نص يحاول أن يفتن قارئه ويجذبه إليه ويستجيب لفتنته، فالنص الجيد هو الذي ينصب شراكا لقراءة وليدعوهم إلى الافتتان به والوقوع في اسر محبته 26، حتى يقوم بتفسيره وتأويله بدءا بمحاورته والتفاعل معه واستنباط معانيه وتوليد دلالاته، لان النص يبقى ناقصا بحاجة إلى مؤول يقوم بإتمام معناه وإبراز مفاتنه ومكامنه والكشف عن مكانزه وقيمه للخروج بفهم اشمل وأعمق.
واجتهاد المؤول له دور كبير في امتلاك آليات تأويل النصوص فهو يهدف إلى استخلاص المعنى الذي يعتبر بوابة الفهم للتقدم خطوة إلى الأمام وتكمن في كشف الدلالات الكامنة في النص الإبداعي لتفسيره وتقييمه وإعادة إنتاجه، فيتحول العمل الإبداعي من يد المبدع إلى يد المتلقي الذي يتكفل بالنص ويتحمل مسؤولية تلقيه وتأويله، وإعادة خلقه وتشكيل جزئياته وتركيب وحداته، لكن لا يؤوله كما يحلو له، لان طبيعة النصوص تتيح لنا تعدد القراءات بشرط أن لا يؤولها كما نشاء، لان استنطاق السر النصي يقتضي منا احترام النص المنقود والاعتراف بحقه في الوجود كما هو في ذاته والإصغاء لكلامه وفق لنظام القول الداخلي الخاص به ومنحه قدرا من الخصوصية والاختلاف27.
خاتمة:
القارئ بوصفه متلق ينظر إلى النص على أنه بنية مفتوحة للتلقي والتأويل دون أن يضع في حسبانه أنه يخضع لقوانين داخلية، كما تخضع الممارسة التأويلية هي الأخرى إلى ضوابط وإجراءات وآليات ينبغي التقيد بها ومحاولة قدر الإمكان تطبيقها دون إحداث اختلال في توازن النص بتوليد معانيه ودلالاته لتنميته وجعله عرضة لتعدد القراءات التأويلية التي هي غاية النص الأدبي التي ترمي إليها نظرية التأويل.
وفي الأخير يمكننا القول أن هده النظريات أثبتت حقا دور القارئ (المتلقي) ومدى أهميته وقيمته في التفاعل مع النصوص الأدبية وكيفية التعامل معها وإعادة إنتاجها مما يفسح المجال أمامه للتطلع إلى أفاق رحبة جديدة ويسمح له برسم معالم التأويل والارتقاء بالنص إلى مستوى فني عال .
الهوامش:
أ.سماحي ليندة
جامعة سيدي بلعباس/ الجزائر
يسعى التأويل إلى توسيع دائرة فهم النصوص الأدبية وتسهيل عملية التواصل والتحاور بين القارئ والنص لتنشأ علاقة جدلية بينهما مما ينتج عنها معاني كثيرة تفرزها العملية التأويلية والتي تكمن في الأخذ والعطاء بين القارئ والنص؛ فقد أصبحت هي المسيطرة على الساحة النقدية باستحواذها عليها بكثرة عدد نقادها وقرائها الذين يُبرزون قيمة النص ومدى أهميته وتأثيره في أذهان المتلقين حيث يكسبهم تجارب متعددة وعميقة يتخذونها وسيلة في مسارهم القرائي والنقدي.
مقدمة:
أثارت سلطة القارئ جدلا كبيرا بين النقاد لما لها من أهمية بالغة بالنسبة للنص حول تحديد ماهيتة وكيفية تلقيه والإجراءات المختلفة التي يتبعها القارئ من اجل تحليله وإبراز إستراتيجيتة من خلال قراءته والتجاوب معه وصولا إلى تأويله والاستجابة له للكشف عن معناه الجوهري، فقد ظهرت عدة نظريات اهتمت بالقارئ وبينت مدى دوره في إحياء النص وتحديد هويته، عندها تتحقق الاستجابة الجمالية للنص، فهو يشكل عنصر فعال باعتباره الركيزة الأساسية في بناء العملية الإبداعية من خلال إعادة إنتاجها من جديد وفق ما تقتضيه طبيعة النصوص حيت تتشكل علاقة جدلية بين القارئ والنص من خلال ذالك الغموض الذي يحجبنا عن رؤية حقيقته المخفية، وهدا الطرح بالضرورة يدفع إلى طرح الإشكال الذي يثير نوعا من الاستفزاز و التساؤل، ويدخل القارئ في متاهة تحكمها الغموض مما يستدعي منه ممارسة عملية الفهم والتحليل والتفسير باللجوء إلى التأويل الذي يبني عليه مفهومه مما يؤدي إلى تعدد تأويلاته وتكثيف معناه، فيصبح القارئ حينئذ منتجا للعملية الإبداعية من خلال فعل الفهم وممكنات التأويل التي تمكننا من مقاربة معناها الحقيقي.
ولادة القارىء:
من النظريات التي أولت اهتماما بالقارئ ومنحته العناية نظرية القراءة وبالتالي تكون الانطلاقة من القارئ إلى النص و"هناك ثلاثة مناهج نقدية اهتمت بالقارئ والقراءة (البنيوية ) التي نادى ممثلها رولان بارت بموت الكاتب وأعلنت عن ولادة القارئ الذي يصنع معنى النص ونظرية التلقي عند النقاد الألمان من جامعة كونستانس ممن نادوا بجماليات القراءة وآلياتها وعلى رأسهم ياوس وايزر، والتفكيكية التي قالت بتعدد القراءات حسب القراء حتى يمكن القول أن كل قراءة تختلف عن سابقتها " يعني أن كل قراءة تختلف عن الأخرى حيث نجدها تختلف لدى القارئ الواحد لان النص يفرض على القراء تعدد قراءاته واختلافها من قارئ لأخر.
والقراءة بدورها قد تورط القارئ بمخاطر الذاتية أو الموضوعية وفي نفس الوقت تخدم القارئ وتمنحه اسما وتكمن في تحديده للنص من خلال قراءته وهكذا يموت الكاتب ليولد في رماده القارئ الذي يستلهمه ويضيف إليه فيتحول النص الإبداعي إلى نص تأويلي فتنصهر التجربتان إبداع الكاتب و قراءة القارئ حيث تنشا علاقة حميمية بين القارئ والنص من خلال التماهي مما يتيح التحاور مع النص باعتباره نظاما من العلامات والدلالات التي تقحمه في جوه بالكشف عن شفراته التي تحكم نسيجه الفني .
مهمة القارئ:
وتنحصر مهمة القارئ في استنطاق شفرات النص وتفكيك معانيه وتكثيف دلالاته والكشف عن نطاقه الداخلي الذي يحكمه لان القراءة البنيوية الصحيحة هي التي تستطيع التوصل إلى أسرار النص الداخلية وبنيته وأنساقه وعلاقات أنظمته، ولهدا فان القارئ البنيوي يعتبر مبدعا للنص من جديد ومانحا إياه دلالاته فالنص لا قيمة له من دون قارئ، و دلالات النص يحددها القارئ، وهكذا انتقلت سلطة الأدب من الكاتب والنص إلى القارئ الرأس الثالث للمثلث الذهني الأدبي باعتباره المحرك الأساسي للعملية الأدبية .
لأنه يكشف عن مضمون النص ويحدد معناه المفترض من خلال التفاعل معه (التأثر والتأثير) كلاهما يكمل الآخر، ويفصح النص فيها عن نفسه ومما يمنح للقارئ سلطة تمكنه من تفجير طاقاته الفاعلية يفعل ما لم يفعله المؤلف بنصه حتى يتمكن من توليد معاني جديدة ويحاول أن يثبت نفسه ويمنح للنص خلوده واستمرار يته من خلال تحليله وتفسيره وتحديد معناه مهما كان غامضا أو مبهما إلا انه من خلال قراءته يستطيع أن يمتلكه و يحتويه فيصبح النص حينئذ ملكا للقارئ يخرجه إلى الوجود بحيث يصبح عرضه لتعدد القراءات تبعا لمستويات القراءة الأدبية والثقافية 4التي يتمكن من خلالها قراءة نص ما قراءة صحيحة معقولة قابلة للتعدد والاختلاف والقارئ لا يكتفي بهده المتعة بل يتجاوزها إلى الكشف عن دلالات النص وإيحاءاته. من هنا تصبح القراءة عملا إبداعيا يوازي إبداع النص نفسه5 حسب مؤهلات القارئ وقدراته الفكرية والثقافية ومرجعياته المعرفية المختلفة حيت تمنحه حظا كبيرا للولوج إلى عالم النص ومعانية وإدراك ألفاظه التي تزيد من وعيه القرائي وتكسبه تجربة في قراءة النصوص وكيفية التعامل معها .
لأنه يعتبر مفتاح الأثر الخالد في النفوس وخلود الآثار الأدبية يأتي من فاعليتها في نفوس القراء في كل زمان ومكان 6 بخصوص أن كانت نصوص مميزة لها تأثيرها الايجابي على القارئ، بالإضافة إلى القراءة الواعية من طرف القارئ لان القارئ الواعي هو وحده القادر على سبر كوامن النص عن طريق تفكيك جسد النص من اجل بناءه من جديد شريطة التخلي عن تحيزه وتحكيم عقله لان القراءة الواعية ترفض الانطباعية الساذجة وتعتمد على الموضوعية بحيث تدرس العمل الأدبي من كل جوانبه واستكشاف جمالياته ومفاتنه والإفصاح عن أسراره ومضامينه من اجل إصدار أحكام اكتر دقة وعلمية يقبلها القراء بصفة خاصة والنقاد بشكل عام7، لأن إدراك النصوص الأدبية وفهمها يختلف باختلاف مستويات القراء وأذواقهم وخبراتهم وأمزجتهم حيث تتيح التعدد والاختلاف في الآراء والأحكام فكل قارئ وطريقته المميزة في قراءة النصوص وإعادة خلقها من جديد بالشكل الذي يرتئيه . والتفاعل القرائي بين القارئ والنص يقوم على مستويين:
1- مستوى التلقي : ودلك من خلال تفاعل القارئ مع النص المقروء باعتبار النص متوالية من العلاقات اللغوية التي تنتظر من القارئ أن لا يقف عند حدود تفكيكها وإنما يتجاوز دلك إلى تأويلها .
2- مستوى إعادة إنتاج النص: و يكون بعد أن يتم القارئ اكتشاف بنيات النص وتحليل علاماته وإشاراته تم تأويله حسب مخزونه التفافي ووصله بالمعلومات الجديدة 8 لان خصوصية النص لا تتحقق إلا من خلال فعل القراءة لأنه يعتبر نشاط يفك شفرة النص ويبعث فيه الحركة ليحييه ويمنحه الحياة من جديد، ويضيء عتمته ويعطيه نفس مغاير لان القراءة تعد مسؤولية يتحملها القارئ فالنص يبقى دائما نصا، إنما الذي يتغير أو يموت هي القراءة نفسها لاسيما إن كانت هذه القراءة سلبية، فمن المفروض على القارئ أن يلتزم القراءة الواعية من جانبها الايجابي حتى يضمن لنفسه وللنص الخلود.
فكل قراءة جديدة تنسينا في القراءة الأولى ( السابقة) أما إذا كانت القراءة سليمة فستبقى وتستمر وتتجدد، لان النص كله مؤشر على توتر كبير يخلخل فقاعات الذات المستقرة ويسائلها عن وجهتها الجديدة التي تتغير بتغير الزمان والمكان9 لكن القارئ الواعي يستطيع أن يتحكم في النص دون أحداث أي خلخله في تركيبه من خلال الكشف عن صوامته وملء فراغاته وبياضاته، ليكتمل معناه الناقص قصد إحياء التجربة الإبداعية ودمجها مع تجربته الخاصة ليعيد صياغتها وإنتاجها من جديد بشكل فني وجمالي.
ومن هنا يمكن القول أن القراءة عمل إبداعي تعمل على إبراز هوية النص وتجسيد بنيته، فالنص نداء والقراءة تلبية لهدا النداء من خلال بعض المستويات هي:
القراءة الاستنساخية :التي تقف عند حدود التلقي المباشر وتجتهد أن يكون هدا التلقي بأكبر قدر من الأمانة، وهده القراءة تحاول أن تخضع نفسها للنص فتبرز ما تبرز وتخفي ما يخفي لتبرز لنا صورة طبق الأصل عن المقروء: بمعنى أنها تخضع للنص لا زيادة ولا نقصان ( استنساخ المقروء)10.
أما القراءة الثانية التأويلية :لا تتوقف عند حدود التلقي المباشر بل تريد أن تساهم بوعي في إنتاج وجهة النظر التي يحملها الخطاب، لا تقبل الوقوف عند حدود العرض، تتجاوز النص وتريد أن تعيد خلقه من جديد بالتصرف فيه.
أما القراءة التشخيصية :فهي قريبة من روح التفكيك بتشخيص تلك العلامات النصية من خلال تفكيكها وإعادة تركيبها بتفسير دلالتها وفك إشاراتها ورموزها والسعي لتجسيد معناها المخفي، لان النص عرضه لتفسيرات جديدة، يتعدد ويختلف وفقا لعدد قرائه 11 الدين يستقبلونه بصدر رحب ودلك بالاستجابة له والتجاوب معه .
فيتحدد النص حسب استقبال القراء، و القراءة بدورها تبرز كفعالية ثقافية ذات نوعية هامة12 يمكن أن يتقمصها آي قارئ ليفرض سلطته على النص من خلال فعل القراءة مستجيبا بدلك لمتطلباته التي تمنحه الغوص فيه، بقك مغاليقه وإبراز مفاتنه، والكشف عن صوامته ومسكوتاته، ليكسو العمل الإبداعي حلة جديدة ومغايرة.
ومن النظريات التي اهتمت بدور القارئ نظرية التلقي فقد جعلته على رأس أولوياتها من خلال مدرسة كوتسناس بزعامة ايزروياوس حيث ترى بان المتلقي هو أساس العمل الإبداعي ، لأنه يلعب دور أساسي في العمل الفني ينفعل ويتأثر أحساسا وسلوكا تنتهي مهمة المبدع بولادة القارئ الذي يصنع العمل الفني13 وفقا لثقافته واستعداده للوصول إلى عمق النص الذي يعتبر الوسيلة، أما المتلقي فهو غاية العملية الإبداعية التي لا يكتمل معناها إلا بمشاركة المتلقي الذي يعايش تلك التجربة يتماهى ويتفاعل معها فهي مشاركة حقيقية بين المبدع والقارئ، فكل قارئ ونظرته الخاصة للنص وبهذا يبرز لنا ثلاثة أطراف أساسية في العملية الأدبية أولها:
المبدع: وتتجسد شخصيته في مرونتها، وموهبته التي تساعده على الخلق والابتكار الذي يجسد لنا من خلال صناعته النص الأدبي وتوصيله إلى المتلقي، ليشاركه في تجربته وهمومه، حتى يستطيع تحقيق غايته، لأنه يعتبر الركن الأساسي في العملية الإبداعية14.
النص: يعبر عن العالم الداخلي للمبدع وفهمنا للنص لا يكتمل دون فهمنا للمبدع الذي يجسد مشاعره وأفكاره في النص الأدبي ويقدمه للمتلقي لكي يشاركه شعوره وأفكاره ويعايش معه تجربته الإبداعية، فالغاية المرجوة من النص إيصال رسالته للمتلقي ليجدب انتباهه ويغريه من خلال توظيف رموز وإشارات وعلامات تخفي معناه الحقيقي الخفي 15ومن هنا يكشف لنا النص عن مدى غموضه وإبراز قدرة المبدع وموهبته المتميزة وأصالة تجربته في صناعة نصه.
أما المتلقي :يعد احد الأركان الرئيسية في العملية الإبداعية لأنه يحكم على العمل وفقا لتأثره وتفاعله ودرجة تأويله، مما يساعده على تقييم العمل الإبداعي تقييما جيدا لان التعامل مع النص الأدبي ليس سهلا، فهو يحتاج إلى مرجعيات متنوعة يستند إليها القارئ لبناء مفهموه للنص وتصوره المسبق له، فكل قارئ ينظر إلى النص من منظوره الخاص به 16 وهكذا تتجسد العملية الإبداعية من خلال ثلاثة ركائز أساسية المبدع والنص والمتلقي حتى يتضح مفهومها ويكتمل معناها، وبالخصوص المتلقي الذي يعتبر القارئ والناقد والمستقبل للأثر الفني، فقد أصبح موضع عناية المبدع واهتمامه لم يعد قارئا مستسلما للنص ومستهلكا لمعانيه ودلالاته، بل أصبح مشاركا وقارئا عنيدا ومتابعا واعيا لإشارات النص ودلالاته 17هدا ما أهله لأخذ دوره ومكانته في العملية الإبداعية لأنه أصبح يشكل عنصر فعال لا يمكن الاستغناء عنه يبعث الحيوية و النشاط في العمل الأدبي ليحييه من جديد وهكذا يتجدد النص بتجدد قرائه.
نظرية التلقي:
يمكن القول أن نظرية التلقي منحت فرصة للمتلقي كي يفرض نفسه من خلال إثباته لوجود النص وتحققه الفعلي، ودلك ببناء معناه الذي لا يتم إلا بمشاركته، ويميز ابزر بين معنى النص ودلالاته التي يمنحها القارئ إياه، و ما يتولد عنها من وقع جمالي، و يميز بين قطبين هما :القطب الفني وهو نص المؤلف، والقطب الجمالي وهو الانجاز المتحقق من طرف القارئ كلاهما يكمل الأخر18 لان القارئ ينطلق من القطب الفني وينتهي عند القطب الجمالي، كما يرى بان القراءة عملية جدلية تبادلية مستمرة ذات اتجاهين من القارئ إلى النص ومن النص إلى القارئ. "19عملية تأثر وتأثير يعني أن القارئ يتأثر بالنص عن ألفاظ ومعاني ودلالات وانزياحات جمالية ويؤثر فيه من حيث انه يتقصى الحقائق، ويكشف عن الصوامت ويستنطقها ويحاول تفكيكها وتأويلها ثم إعادة تركيبها من جديد حيث يحدث تغييرا في كيان النص مثلما اثر على أفكاره ومشاعره واحدث له توترا وقلقا وتشويشا .
أما بالنسبة لياوس فقد رأى أن التضمينات الجمالية تكمن في حقيقة الاستقبال الأول للعمل الأدبي من قبل القارئ حيث تتضمن اختيار قيمته الجمالية وتكمن في مقارنته مع الأعمال التي تمت قراءتها من قبل.
كما يرى بان أفق التوقع يعني أن القارئ دو معرفة مكتسبة من خلال معرفته للنصوص وقراءتها الفنية، فيكشف مباشرة عن الانحرافات التي تخرج عن السنن والتقاليد الفنية المعروفة20، حتى يتمكن من كيفية التعامل معها، انطلاقا من مرجعيات مختلفة وقراءات سابقة التي يبني عليها أفق توقعاته نحو أفاق جديدة، حتى تتحقق الاستجابة، لان المتلقي بصفته مستقبلا للنص ومنتجا له يحاول فك ألغازه وأسراره وغموضه تم إعادة إنتاجه وخلقه بحسب ثقافة ومقدار عمقها، فيكشف عن خصوصية النص وجماليته وإبراز قيمته الفنية.
والمتلقي السطحي الساذج يختلف عن المتلقي دو ثقافة عالية ورفيعة، فالأول لا يمكنه إبراز قيمة النص بحسب محدودية ثقافته وموهبته أما الثاني فيتعمق فيه 21ويبرز أهميته ويكشف عن جوهره، ويشارك المبدع في مشاعره وأحاسيسه ليعايش تجربته الإبداعية. "فالنص الأدبي مثقل بالدلالات والإيحاءات والرموز والصور فالطاقة الفنية تحول النص غامضا"22
فعلى المتلقي أن يتصدى لكل هدا الغموض لأنه قد يقوده إلى إمكانيات متعددة واحتمالات مختلفة للتأويل والتفسير مما يفرض عليه حالة من الإرهاق الفكري والنفسي.
فثقافة القارئ وموهبته لها دور كبير في تفسير الأعمال الأدبية عامة والشعرية خصوصا، لأنها نصوص مجازية بامتياز تتميز بالغموض الذي يعتبر جوهر النص الإبداعي مما يجعل المتلقي أكثر تحفزا وتوترا إزاء المفاجئات والاحتمالات المتعددة والدلالات المتباينة المعاني للوصول إلى إدراك سر النص الإبداعي وغايته فك رموزه وألغازه 23 حيت يحدث ما يسمى باهتزاز في بنية النص، فيتغلغل فيه ويحاول فك مغاليقه وصور دلالاته، وإدراك قوانينه الداخلية كي يحكم عليه أحكام موضوعية ودقيقة لهدا ظهر ما يسمى بالتأويل الذي ثمن قيمة القارئ (المتلقي) ومدى فاعليته في النصوص، وأعاد له الاعتبار وأكد على ضرورة حضوره في العمل الإبداعي، لأنه يكشف عن الدلالات الباطنية متجاوزا الدلالات السطحية الظاهرة من خلال فك رموزه وشفراته الذي يخرج بها عن معناها الظاهري المنحرف إلى معناه الأصلي من خلال أعمال العقل لأنه يحتاج إلى جهد فكري.
وذلك لاستكشاف مسكوتاته وصوامته واستنباط معناه الباطني ويملا فراغاته وبياضاته عن طريق التخييل الذي يعتمد على عملية الفهم فيتخيل معناه المفترض ويضيء عتمته ويخرجه إلى الوجود حتى يقارنه ويتمكن من معرفة مقاصده ومقتضياته ومدى تأثيره في كيان النص، اعتمادا على معارفه ومرجعياته ورغباته وقراءاته السابقة واطلاعاته الواسعة وموهبته المتميزة ومعاييره الجمالية للتأثير بها على النص الإبداعي حتى يكون له حرية الممارسة التأويلية وإبراز فعاليته التي تحدت من خلال التلقي وفعل القراءة والتأويل الذي يعتبر كمنهج نقدي له إجراءاته وقواعده في تحليله للنص.
وهي استراتجيه معاصرة أصبح النقاد يتداو لها فيما بينهم ويتعاملون بها، واعتبرت نظرية من النظريات التي جاءت بعد القراءات والتلقي التي أبرزت هي الأخرى أهمية القارئ. وعلى الرغم من "أن التأويل ليس بجديد كمنج نقدي في ثقافتنا وانه استثمر في تراثنا في قراءة النصوص الدينية والفلسفية كما نجد لدى ابن رشد في اعتباره القول متعدد الدلالة مما يجعله ينطق عن بعض ويسكت عن بعض ويظهر ويبطن فان مهمة المؤول هي أن يختار الدلالة الظاهرة للكشف عما يسكت عنه القول ويشكل باطنه"24 وتكمن هنا مهمة المؤول التي جاءت بها نظرية التأويل آو التأويل كمنهج نقدي إن صح التعبير .
فقد منح للقارئ دورا ايجابيا، كما جعله منتجا للنص لا مستهلكا له، وحتى يشارك المبدع تجربته الإبداعية قبل أن يسلمه إياها ليعيد خلقها من جديد، فيفك غموضها ويفهم قصديتها من خلال تأويله الايجابي بتحريك النص والتعرف على انزياحاته وانحرافاته وتأويل معانيه لتكثيف دلالاته وسد ثغراته حسب معناها المتخيل الذي يتصور مسبقا من اجل توصيله إلى مراميه ومقاصده واستخلاص صورته الحقيقية المتخيلة التي يخفيها عن أنظارنا، فيحاول القارئ الاقتراب من المعنى الأصلي الذي يقصده المبدع من وراء النص مستجيبا لغاياته ومتطلباته مطبقا عليه آليات لتحليله وتفسيره .
عالم النص:
يخضع تأويل النصوص الأدبية لمبادئ وإجراءات ينبغي على المؤول احترامها وتطبيقها بكل دقة وعملية حتى يستنبط مغزاها الحقيقي، فالنص بطبيعته يحمل عدة تأويلات لكنه في الأخير يتقيد بمعنى وحيد أصلي، يصعب علينا مقارنته إلا باللجوء إلى التأويل الذي يقودنا إلى معاني عديدة ومختلفة لكن القارئ الذكي يتجاوز المعنى الظاهر ويحاول مقاربة معناه الباطني الخفي الذي يقصده المبدع مما يستدعي منه جهد فكري وإرهاق دهني ونفسي لتفحصه وتقصي حقائقه.بالتعمق فيه بكيفية صحيحة لتحليل رموزه وإشاراته بالخصوص اذا كان النص مشفرا مثقلا بالإيحاءات سوف يرهق مؤوله ويتعبه، حيث يضعه في حيرة من أمره ويشوشه .
لكنه في الأخير يدخل جو النص فيتحاور معه ويتفاعل مع مضامينه، حيث تنشا بينهما علاقة حميمية بعد صراع من الجدل والتحاور، بتتبع حركته ليبعث فيه الحيوية والنشاط ويعيد تجديده مرة أخرى مما يمنحه نفس متجدد ويضمن له البقاء.وعلى المؤول أن يأخذ بعين الاعتبار قصديه المؤلف واحترام النظام الداخلي للنص حتى يخوض غمار هده التجربة الفريدة من نوعها، وفي الأخير هو الذي سيصنع العمل الفني بقراءته وتفكيكه وإعادة تركيبه من جديد مما يحقق له المتعة الجمالية بعد افرزاه لعدة معاني مما يكثف من دلالاته حتى يجعل من العمل الأدبي موضوعا جماليا، ليتمكن من خلاله الوصول إلى المعنى الخفي وإضاءة جوانب العمل الفني الذي يفتح له أفاقا جديدة لتلقيه من وراء مقاربته له حيث يرسم معالم تأويله مما يغني المنجز الأدبي ويمنحه أبعادا دلالية وجمالية.
كما يؤثر بدوره على نفسية القارئ ويترك أثارا في دهنه ويكسبه تجربة متميزة ويصقل موهبته وينمي معارفه وأفكاره مما يمنحه الدقة في كيفية التعامل مع النصوص للتوصل إلى إنتاجها وتقييمها وإصدارا عليها أحكامه دون الإغراق في الانطباعاته الذاتية والإفراط في تتبع العملية الإبداعية لأنه قد ينزاح عنها انزياحا سلبيا وحينئذ لا يعد تأويله ايجابيا .
فعليه الالتزام باستراتجيات القراءة والتأويل باحترام المضامين النصية والقدرات القرائية والتأويلية التي تتلاءم مع طبيعة النصوص، والقارئ المثالي هو الذي يملك قدرات ذكية في تسيير العملية الإبداعية وتجسيد المعنى النصي وإخراجه من حالة الكمون إلى حالة الظهور عبر ملئ فراغاته، وكيفية التعامل مع إشاراته الدلالية الجمالية التي يثيرها النص قصد إيصال الرسالة إلى المتلقي، لان القراءة ليست تلقيا سلبيا وإنما هي تفاعل خلاق ومشاركة بين النص والقارئ25.
حتى يعايش تجربته الإبداعية وتتحقق الاستجابة الجمالية التي لا تتم إلا بحضور القارئ الذي يبث فيها الحياة ويبعث فيها الحركة ويمنحها تحققها الفعلي، من خلال عملية الفهم والاستيعاب حتى يخرج بفهم أكثر نضج وتفعيل قراءاته وتأويله والتزاما بالمقصدية النصية ودالك بدراسته وتفحصه لذاته وكيفية تشكيله فنيا ولغويا توخيا للدقة والموضوعية باستحداث وعي تأويلي جديد للتغلغل في النص بادراك مقاصده ونواياه باجتهاده التأويلي الذي يعتبر ضرورة لامفر منها، يمنح القارئ القدرة على الاقتراب من الكشف عن مغزى النص وفهم معناه، معتمدا على طريقة بنائه وأسلوبه وتركيبته محاولا التعبير عما يصل إليه من دلائل الإشارات والمغريات، لان كل نص يحاول أن يفتن قارئه ويجذبه إليه ويستجيب لفتنته، فالنص الجيد هو الذي ينصب شراكا لقراءة وليدعوهم إلى الافتتان به والوقوع في اسر محبته 26، حتى يقوم بتفسيره وتأويله بدءا بمحاورته والتفاعل معه واستنباط معانيه وتوليد دلالاته، لان النص يبقى ناقصا بحاجة إلى مؤول يقوم بإتمام معناه وإبراز مفاتنه ومكامنه والكشف عن مكانزه وقيمه للخروج بفهم اشمل وأعمق.
واجتهاد المؤول له دور كبير في امتلاك آليات تأويل النصوص فهو يهدف إلى استخلاص المعنى الذي يعتبر بوابة الفهم للتقدم خطوة إلى الأمام وتكمن في كشف الدلالات الكامنة في النص الإبداعي لتفسيره وتقييمه وإعادة إنتاجه، فيتحول العمل الإبداعي من يد المبدع إلى يد المتلقي الذي يتكفل بالنص ويتحمل مسؤولية تلقيه وتأويله، وإعادة خلقه وتشكيل جزئياته وتركيب وحداته، لكن لا يؤوله كما يحلو له، لان طبيعة النصوص تتيح لنا تعدد القراءات بشرط أن لا يؤولها كما نشاء، لان استنطاق السر النصي يقتضي منا احترام النص المنقود والاعتراف بحقه في الوجود كما هو في ذاته والإصغاء لكلامه وفق لنظام القول الداخلي الخاص به ومنحه قدرا من الخصوصية والاختلاف27.
خاتمة:
القارئ بوصفه متلق ينظر إلى النص على أنه بنية مفتوحة للتلقي والتأويل دون أن يضع في حسبانه أنه يخضع لقوانين داخلية، كما تخضع الممارسة التأويلية هي الأخرى إلى ضوابط وإجراءات وآليات ينبغي التقيد بها ومحاولة قدر الإمكان تطبيقها دون إحداث اختلال في توازن النص بتوليد معانيه ودلالاته لتنميته وجعله عرضة لتعدد القراءات التأويلية التي هي غاية النص الأدبي التي ترمي إليها نظرية التأويل.
وفي الأخير يمكننا القول أن هده النظريات أثبتت حقا دور القارئ (المتلقي) ومدى أهميته وقيمته في التفاعل مع النصوص الأدبية وكيفية التعامل معها وإعادة إنتاجها مما يفسح المجال أمامه للتطلع إلى أفاق رحبة جديدة ويسمح له برسم معالم التأويل والارتقاء بالنص إلى مستوى فني عال .
الهوامش:
مواضيع مماثلة
» المقال الثالث عشر: النص الأدبي بين المعطى اللغوي والأداء الاصطلاحي
» النص السردي العربي بين الهوية والنظرية -القراءة السيميائية المغاربية أنموذجا-
» النص التراثي في ضوء المناهج النقدية المعاصرة رشيد بن مالك أنموذجا أ.سحنين علي .
» قراءة النص القرآني بين الضوابط ومناهج الدراسة المعاصرة . د/ محمد الأمين خلادي
» النقد القديم بين النص والمنهج : قراءة في جدلية الخطاب الشعري ومنهج النقد د/بلوافي حليمة
» النص السردي العربي بين الهوية والنظرية -القراءة السيميائية المغاربية أنموذجا-
» النص التراثي في ضوء المناهج النقدية المعاصرة رشيد بن مالك أنموذجا أ.سحنين علي .
» قراءة النص القرآني بين الضوابط ومناهج الدراسة المعاصرة . د/ محمد الأمين خلادي
» النقد القديم بين النص والمنهج : قراءة في جدلية الخطاب الشعري ومنهج النقد د/بلوافي حليمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى